إذا كنت تظن أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مجرد دراما سياسية بعيدة، ففكر مرة أخرى. إنها في الواقع تُزعزع استقرار مشترياتك، خاصةً فيما يتعلق بالأغذية العضوية. أجل، تلك الأطعمة المقرمشة والخالية من المبيدات الحشرية، والمُقدمة من المزرعة إلى المائدة، والتي تعشقها، تعاني من ضغوط التعريفات الجمركية، وتأخير الشحن، ومشاكل سلسلة التوريد. وبصراحة؟ إنها تُرهق صناعة الأغذية العضوية قليلاً.
ماذا يحدث خلف الكواليس؟ لنبدأ.
سلاسل التوريد في مسار بطيء
الأغذية العضوية ليست مجرد منتجات تُباع في ممرات المتاجر. إنها تُزرع بعناية، وتُعتمد من خلال الكثير من الأوراق، وعادةً ما تأتي من مزارع صغيرة. هذا يعني أنه عندما تواجه سلسلة التوريد عقبة، فإن الأغذية العضوية تتأثر بها بشكل أسرع وأصعب.
حاليًا، أعاقت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تدفق السلع بسلاسة. فالرسوم الجمركية على كل شيء، من معدات الزراعة إلى مواد التعبئة والتغليف، جعلت الاستيراد أكثر صعوبة وتكلفة. على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تستورد كميات كبيرة من المنتجات العضوية من الصين مباشرةً (أقل من 5%)، إلا أن الفوضى في طرق الشحن العالمية وسياسات التجارة تُعكّر صفو النظام بأكمله.
ولا يقتصر الأمر على الصين فحسب. تعتمد الولايات المتحدة على الواردات العضوية من دول مثل المكسيك وأمريكا الجنوبية وأوروبا لسد النقص في المزارع المحلية – مثل الموز والأفوكادو والتوت. لكن الرسوم الجمركية وتأخيرات الشحن تُصعّب توفير هذه المنتجات. والنتيجة؟ قد لا تجد بعض المنتجات العضوية عند زيارتك للمتجر.
مشكلة الأسعار: العضوي مقابل التقليدي
إليكم مفاجأة طريفة: قد تلاحظون تقلصًا طفيفًا في فجوة الأسعار بين الأغذية العضوية والتقليدية. عادةً ما تكون تكلفة المنتجات العضوية أعلى بنحو 53% من المنتجات العادية – يا للهول! لكن الرسوم الجمركية ترفع أسعار الواردات التقليدية بشكل حاد، مما قد يجعل الأغذية العضوية تبدو أفضل بالمقارنة.
يبدو الأمر جيدًا، أليس كذلك؟ حسنًا، ليس بهذه السرعة. ففوضى الحرب التجارية تُثير قلق المتسوقين. مع ارتفاع فواتير البقالة والتوترات الاقتصادية، قد يُقلل البعض من مشترياتهم من المنتجات العضوية لمجرد توفير بعض المال. لذا، حتى لو أصبحت أسعار المنتجات العضوية أكثر ملاءمة، فقد يتأثر الطلب سلبًا.
المزارعون وتجار التجزئة والمتسوقون – في مرمى النيران
الحرب التجارية ليست مجرد عنوان رئيسي؛ إنها واقع يعيشه المزارعون وأصحاب المتاجر، وأنتَ أيها المستهلك.
المزارعون: يشعر المزارعون العضويون في الولايات المتحدة بالضائقة المالية. فهم يواجهون تكاليف أعلى للمعدات واللوازم المستوردة، ومع فرض الصين رسومًا جمركية على الصادرات الزراعية الأمريكية، تتضاءل فرصهم في البيع في الخارج. الأمر أشبه بتعرضهم للضغط من كلا الطرفين.
تجار التجزئة: تُكافح متاجر البقالة والعلامات التجارية العضوية للعثور على موردين موثوقين. يلجأ الكثيرون إلى المزارع المحلية لتوفير مخزون كافٍ من المنتجات العضوية، لكن العرض المحلي لا يكفي دائمًا لتغطية الطلب، وخاصةً على الفواكه والخضراوات خارج موسمها.
أيها المستهلكون: قد تلاحظون ارتفاع أسعار وجباتكم الخفيفة العضوية المفضلة أو نفادها أحيانًا. تأخير الشحن وقواعد الاعتماد تعني أنه إذا لم يستوفِ منتج ما معايير المنتجات العضوية، فلن يصل إلى رفوف المتاجر – حتى لو بدا لذيذًا.
ماذا بعد؟ وصفة للتكيف
صناعة الأغذية العضوية لا تكتفي بالانتظار على أمل الأفضل. إليكم ما يجري:
التخزين والطلب الذكي: تطلب الشركات كميات أكبر مسبقًا لتجنب الرسوم الجمركية المستقبلية، ولكن هذا قد يؤدي إلى وفرة أو نقص مؤقت في المعروض لاحقًا.
التوجه نحو المنتجات المحلية: هناك توجه كبير نحو توريد المزيد من المنتجات العضوية من أماكن أقرب إلى الوطن. إنها رائعة للحفاظ على نضارة المنتجات وتقليل تكاليف الشحن، ولكن لا يمكن للولايات المتحدة زراعة كل شيء على مدار العام.
التكنولوجيا والشفافية: تساعد أدوات التتبع والتوثيق المتطورة في الحفاظ على سلامة الاعتماد العضوي، حتى عندما تتعثر سلاسل التوريد.
خلاصة القول: تداعيات الحرب التجارية على الأغذية العضوية
إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ليست مجرد خلاف سياسي، بل هي تحدٍّ حقيقي لعالم الأغذية العضوية. سلاسل التوريد أبطأ، والأسعار متقلبة، والجميع، من المزارعين إلى المتسوقين، يشعرون بالضائقة. وبينما قد تصبح أسعار الأغذية العضوية أقل تكلفةً مقارنةً بالخيارات التقليدية، إلا أن حالة عدم اليقين العام قد تُبطئ نمو هذه الصناعة.
لذا، في المرة القادمة التي تختار فيها التفاح أو الكرنب العضوي، تذكر: هناك قصة عالمية وراء ذلك. وعلى الرغم من مصاعب الحرب التجارية، فإن صناعة الأغذية العضوية تُكافح جاهدةً للحفاظ على وجباتك طازجة وصحية ولذيذة.
تابعونا – وربما تُخزّنون تلك الوجبات الخفيفة العضوية قبل فوات الأوان!