نعلم جميعًا أن الطعام يلعب دورًا كبيرًا في وظائف أجسامنا. في مقال آخر، تحدثنا عن أطعمة معينة قد تزيد من ذكائك وترفع من معدل ذكائك. ولكن هل تعلم أن بعض الأطعمة قد تُبطئ وظائف الدماغ، وتُضعف الذاكرة، بل وتُخفض معدل الذكاء أيضًا؟ إذا كنت ترغب في الحفاظ على صحة عقلك ونشاطه، فقد ترغب في إعادة النظر في نظامك الغذائي. لنستعرض سبعة أطعمة شائعة قد تُسبب لك غبائك مع مرور الوقت، ونشرح سبب ضررها لعقلك. لا تقلق، سنقدم لك أيضًا نصائح حول كيفية استبدالها بخيارات أكثر ذكاءً!
- المشروبات السكرية: المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة
من منا لا يُحب المشروبات الغازية الباردة في يوم حار أو مشروبات الطاقة لتنشيط طاقتك بعد الظهر؟ للأسف، تُعد هذه المشروبات السكرية من أسوأ المشروبات التي يُمكنك تناولها لعقلك.
لماذا تُسبب لك غبائك:
المشروبات السكرية مليئة بمستويات عالية من السكر، مما قد يؤدي إلى ضعف الذاكرة وتباطؤ الوظائف الإدراكية. يُقلل الإفراط في تناول السكر من إنتاج بروتين يُسمى عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهو بروتين أساسي للتعلم والذاكرة. إضافةً إلى ذلك، يُسبب السكر التهابًا في الدماغ، مما قد يُضعف قدرته على العمل بشكل سليم.
وجدت دراسة نُشرت في مجلة Neuroscience أن الفئران التي تناولت أطعمة غنية بالسكر واجهت صعوبة في تكوين ذكريات جديدة وعانت من صعوبات في التعلم.
بدّل طعامك بذكاء:
جرّب تناول الماء، أو شاي الأعشاب، أو المشروبات غير المُحلاة. لن يُساعد هذا دماغك فحسب، بل سيُفيد جسمك أيضًا!
- الأطعمة المقلية: البطاطس المقلية والدجاج المقلي
الأطعمة المقلية مقرمشة ولذيذة ومُشبعة، لكنها لها جانب سلبي، خاصةً فيما يتعلق بالدماغ. تحتوي الأطعمة المقلية الشائعة، مثل البطاطس المقلية والدجاج المقلي وحلقات البصل، على دهون متحولة، وغالبًا ما تكون غنية بالدهون المشبعة.
لماذا تزيد من غباءك؟
تُسبب الدهون المتحولة والزيوت غير الصحية الإجهاد التأكسدي والالتهاب، مما قد يؤدي إلى تراجع القدرات الإدراكية. أظهرت دراسة نُشرت في مجلة مرض الزهايمر أن الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من الدهون المتحولة يعانون من ضعف في الذاكرة وزيادة في خطر التدهور الإدراكي.
كما يُمكن لهذه الدهون غير الصحية أن تُلحق الضرر بالأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم وإعاقة وظائف الدماغ.
بدّل طعامك بذكاء:
اختر أنواعًا مخبوزة أو مقلية بالهواء من أطعمتك المقلية المفضلة. أو اختر وجبات خفيفة صحية مثل البطاطا الحلوة المقلية، أو الحمص المحمص، أو المكسرات.
- اللحوم المصنعة: الهوت دوغ، ولحم الخنزير المقدد، والنقانق
تُعدّ اللحوم المصنعة من العناصر الأساسية في حفلات الشواء، ووجبات الإفطار، والوجبات السريعة، إلا أنها مليئة بالمواد الحافظة والملح والمواد الكيميائية التي قد تُضرّ بالدماغ.
لماذا تزيد من غباءك؟
رُبطت المواد الكيميائية الموجودة في اللحوم المصنعة، مثل النترات والصوديوم، بتشوش الذهن وضعف التركيز. ويمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي غني باللحوم المصنعة إلى مشاكل في الذاكرة، بل ويزيد من خطر الإصابة بالخرف. وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من اللحوم المصنعة كانوا أكثر عرضة للتدهور المعرفي بنسبة 44%.
بدّل طعامك بذكاء:
استبدل اللحوم المصنعة ببروتينات قليلة الدهون وغير مصنعة، مثل الدجاج المشوي أو الديك الرومي، أو بدائل نباتية مثل التوفو أو التمبيه.
٤. المُحليات الصناعية: المشروبات الغازية الخالية من السكر والوجبات الخفيفة منخفضة السعرات الحرارية
يلجأ الكثيرون إلى المُحليات الصناعية لتقليل تناول السكر وخسارة الوزن، لكن ما لا يدركونه هو أن هذه البدائل قد يكون لها آثار سلبية على الدماغ.
لماذا تُسبب لك الغباء؟
يمكن للمُحليات الصناعية مثل الأسبارتام والسكرين أن تُغير كيمياء الدماغ وتزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق وضعف الإدراك. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من المُحليات الصناعية قد يُعانون من ضعف الذاكرة وتباطؤ الأداء الإدراكي.
يرتبط الأسبارتام، على وجه الخصوص، بالسمية العصبية، التي قد تُلحق الضرر بخلايا الدماغ وتؤثر على وظائفه.
بدائل أكثر ذكاءً:
التزم بالمُحليات الطبيعية مثل العسل وشراب القيقب أو ستيفيا، ولكن استخدمها باعتدال. تُعد الفواكه الكاملة طريقة رائعة أخرى لإضافة حلاوة إلى نظامك الغذائي دون استخدام مواد كيميائية ضارة.
٥. الكربوهيدرات المكررة: الخبز الأبيض والمعكرونة والمعجنات
قد تكون الكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والمعجنات، مريحة وسهلة التحضير، لكنها قد تؤثر سلبًا على دماغك.
لماذا تزيد من غباءك؟
تتحلل الكربوهيدرات المكررة بسرعة في الجسم، مما يسبب ارتفاعًا حادًا في مستويات السكر في الدم. يمكن أن تؤدي هذه الارتفاعات السريعة في سكر الدم إلى ضبابية في الذهن، وضعف الذاكرة، وصعوبة في التركيز. مع مرور الوقت، ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات المكررة بزيادة خطر التدهور المعرفي والخرف.
كما تفتقر الكربوهيدرات المكررة إلى عناصر غذائية مهمة مثل الألياف، التي تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم وتدعم صحة الدماغ.
بدائل أكثر ذكاءً:
اختر الحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل والأرز البني والكينوا. تحتوي هذه الخيارات على نسبة أعلى من الألياف، مما يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم ويحافظ على وظائف الدماغ في أفضل حالاتها.
٦. الكحول: البيرة والنبيذ والكوكتيلات
يُعد الكحول جزءًا شائعًا من التجمعات والاحتفالات الاجتماعية، إلا أن الإفراط في تناوله قد يُؤثر سلبًا على الدماغ.
لماذا يُسبب لك كسلًا:
في حين أن الشرب المعتدل قد يكون له بعض الفوائد الصحية، إلا أن الإفراط في تناول الكحول قد يؤدي إلى انكماش الدماغ وضعف الإدراك. يُلحق الإفراط في الشرب الضرر بخلايا الدماغ ويُضعف التواصل بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز وانخفاض القدرة على حل المشكلات.
يرتبط الاستهلاك المزمن للكحول أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالخرف وغيره من أضرار الدماغ طويلة المدى.
تغيير أذكى:
إذا كنت تستمتع بشرب مشروب من حين لآخر، فالاعتدال هو الأساس. التزم بالحد الموصى به وهو مشروب واحد يوميًا للنساء ومشروبين يوميًا للرجال. تُعدّ المشروبات غير الكحولية، مثل الكوكتيلات أو المياه الغازية، طريقة رائعة للاستمتاع بالمناسبات الاجتماعية دون الإضرار بدماغك.
٧. الوجبات السريعة: البرجر والبيتزا والناجتس
الوجبات السريعة مريحة ومُشبعة، لكنها من أكبر المُسببات لضرر الدماغ. مُعظم هذه الأطعمة مليئة بالدهون والسكريات والمواد الكيميائية غير الصحية.
لماذا تُسبب لك الغباء؟
قد يُؤدي مزيج الدهون المُتحولة والكربوهيدرات المُكررة والسكريات المُضافة في الوجبات السريعة إلى التهاب مُزمن في الدماغ. يُمكن أن يُؤثر هذا الالتهاب على الذاكرة والتعلم والعمليات الإدراكية الأخرى. وجدت دراسة نُشرت في مجلة Nature أن الأشخاص الذين تناولوا نظامًا غذائيًا غنيًا بالوجبات السريعة والأطعمة المُصنعة كان لديهم حجم حُصين أقل، وهو الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة والتعلم.
كما تفتقر الوجبات السريعة إلى العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها دماغك للحفاظ على صحته، مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة.
بدّل طعامك بذكاء:
قلل من استهلاك الوجبات السريعة واختر وجبات منزلية صحية. إذا كنت مشغولًا، فابحث عن أماكن تُقدم خيارات صحية مثل السلطات أو أطباق الحبوب أو البروتينات المشوية. أفكار ختامية:
ما تأكله له تأثير كبير على قدراتك العقلية. فرغم أن هذه الأطعمة الشائعة قد تكون سهلة التحضير ولذيذة، إلا أنها قد تُبطئ أيضًا الوظائف الإدراكية، وتُضعف الذاكرة، بل وتزيد من خطر الإصابة بالخرف مع مرور الوقت. باختيار طعام أكثر ذكاءً، يمكنك الحفاظ على نشاط عقلك وكفاءته.
الخبر السار هو أن هناك العديد من البدائل اللذيذة والصحية لهذه الأطعمة المُرهقة للدماغ. ركّز على تضمين الحبوب الكاملة، والفواكه الطازجة، والخضراوات، والبروتينات قليلة الدهون، والدهون الصحية في نظامك الغذائي للحفاظ على صحة دماغك.
المراجع:
- Nature: Fast Food Linked to Smaller Brain Size
- Harvard Health: The Impact of Alcohol on the Brain
- American Journal of Clinical Nutrition: Artificial Sweeteners and Cognitive Function
- Journal of Alzheimer’s Disease: Processed Meats and Dementia Risk
- Neuroscience: High Sugar Diets Impair Memory and Learning
- Journal of Alzheimer’s Disease: Trans Fats and Cognitive Decline
- British Medical Journal: Processed Meats Linked to Cognitive Decline
- Nutritional Neuroscience: Refined Carbohydrates and Brain Fog